سيّدي... إن كنت تعتقد أن بعدك قد سبّب جرحا عميقا في قلبي فاسمح لي بأن أقول لك بأنك مخطئ... فبعدك لم يجرحني فحسب... بعدك دمّرني وهدّم قلبي فاهتزّت عرش روحي وضاعت مملكة الحب في نفسي وتناثرت الحروف جريحة أمام قسوتك دون أن أستطيع أن ألملمها
بعدك جعل مني فريسة لوحوش الألم وخفافيش اليأس , وبعدك هو عقاب لذنب اقترفته بحقّك وأنا الآن نادمة عليه...نادمة... وأعرف أن ندمي هذا لن يعيد الصفاء لروحي... نادمة لأنني أذنبت بحقّك فأحببتك , بل عشقتك , بل جعلتك الهي فعبدتك وصلّيت لعينيك
يا سيّدي الذي هجرني... عاقبني كما شئت... اعتبرني إحدى سجائرك ودخّني على مهل , وبعد أن تنهي متعتك بي ارمني تحت قدميك
يا سيّدي الذي رحل دون إنذار... افعل بي ما شئت... أحرق رسائلي... مزّق صورتي... اهجر الطرق التي مشيناها, وأحرق المقاعد التي جلسنا عليها, واقتلع الشجرة التي حفرنا اسمينا عليها...
يا سيّدي الذي اختفى... غيّر ملامح العالم إن شئت, و غيّر حروف الأبجدية واخترع أبجدية لا وجود لحروف اسمي فيها
ربما أنت تستطيع فعل كل هذه الأشياء , وربّما فعلتها... لكن...!!!
شيء واحد لن تستطيع أن تطاله , فأنت لن تتمكّن من نزع القسوة من قلب أقفل أبوابه في وجه الحب و صمّ أذنيه عن سماع صوت ندائه...
يا من شوّهت الحب و دسته بقدميك... لقد شاء القدر أن أشرب من كأس حبك المسموم , ثم أطعن بسكين عشقك... عشقك القاتل... الجارح... الحارق... المدمّر...
اطعنّي يا سيّدي... ثم اطعنّي... ثم اطعنّي... فلن تؤثّر الطعنات بروح لوّثت طهارتها بأنيابك...