موضوع: الحكمة..ماهويتها؟؟؟ السبت مارس 20, 2010 3:35 pm
من كتاب الحكمة الأول ...الإناء
الكتاب باب
مَن أنتِ أيتها الحكمة؟
من الذي يسأل عنها؟...
من هو السائل؟ من هو المسؤول؟
الجواب في السؤال ولكن أين هو المسؤول؟؟
نعم! تقول الحكمة...
إذا صدق السائل هلك المسؤول...
أنا السائل وأنا المسؤول... هذه الأنا... أنا... نحن...
هي الحكمة الكونية الساكنة في سكينة الكائن من المدد حتى المدد...
هذه هي الأبدية الحكيمة والحليمة والعليمة لأهل العلماء والحكماء والأنبياء...
وهل أنا من أهل هؤلاء الأهل؟؟
تسألني من أنا؟
أنا اللاشيء... أنا الما حدا... ولا أفعل شيئاً...
ولكن حكمته وسعت كل شيء...
معاً سنقرأ هذه الكلمات وما بين الكلمات...
إنها حِكَم نادرة ومنعشة... تحيا الزمان والمكان وامتلكت واستولت على قلوب الإنسان...
قلوب أهل الحكمة والرحمة...
أيها العشاق إلى الحق...
سنستمع إلى كلماته وإلى صمته حيث البهجة والفرح إلى أولي الألباب...
هذا الحكيم... الساكن في قلب المحب عنده النعمة الإلهية لفتح طاقات البهجة والسرور... سنرى الدهشة في حضرته وفي مظهره... وفي كلماته ومدى صمته... ومن البيان لسحر وكلام الحكيم مفتاح الفتّاح إلى الفلاح...
إن الاتصال الشفَهي هو مقدِّمة إلى السر الإلهي...
إلى هذه الطاقة التي تصلنا بالروح الإلهية الأزلية الساكنة في خلق الله...
ومن الصمت نتوحد بالواحد الأحد الأبعد من أي قرب وأي بعد وأقرب إلينا من حبل الوريد...
هذا الكتاب يعكس لنا ما في قلوبنا من أسرار روحية ومن المحبة الأزلية...
هذه الحكمة هي مفتاح الحرية ونور الوَعي وثروة اليقين والشهادة...
إن جوهر هذا الكتاب هو مرآة كل حي يحيا الحياة السماوية وما هذه الكلمات إلاّ إلهام ووحي من الحيّ القيُّوم إلى كل مقام من مقامات آدم الآدميّ...
معاً سنحيا الفرح والسرور وسنحتفل بكل خطوة من مسيرة هذا الحج الإلهي... إن رؤية الحكيم هي حلم كل عليم وكل حكيم...
ما هي رؤيتك أيها القارئ؟
وأنا أيضاً... أتمنى أن أحيا الهالة النورانية... وأن أكون كما أمرني الله وهو أرحم الراحمين... عندما أجلس في حضرة الحكيم أشعر بالقبر السماوي حيث الموت والقيامة... أحيا الدهشة الأبعد من أي اختبار أو أي تعبير وعندما يقول "لا أحد في الوجود إلاّ الواحد الأحد"... يقولها بكل تأكيد ويستهوي معه العشاق إلى الحق وهذا الصدق الهائل والملموس والمحسوس ينتقل من القلب إلى القلب ونرتفع بالحب الإلهي إلى قلب الله... هذا هو سرّ النور وسرّ الأسرار...
إن الحكيم لا يتكلم من الكتاب بل هو فيض من الأرض ومن الآفاق... هذه القوة هي نعمة التقوى من كرم الله إلى أهله... كلامه ينعش الأموات والأحياء وينقلنا إلى مرتبة التبصُّر والبصيرة... يشاركنا بالنادرة وبالحكاية وبالفناء وبأناشيد الوجود... أين نحن من مزاميرك يا داوود؟؟
كل موجود هو مزمار من أهل الوجود... هل أنا من أهل الوجود؟ هل أنا من أهل الفناء بالله؟ هل أنا من أهل الألوهية الإلهية الساكنة في جميع خلق الله؟
إن حكمة الله تتسرب من قلب الحكيم إلى كل مستمع حليم... إن عطر الحكماء ينتشر في الأرض وفي السماء وما علينا إلاّ أن نرى كل ما يُرى وما لا يُرى... وأن نعرف ما في القلوب وأبعد من أي حد أو أي جسد...
من خلال كلماته سنلتقي بالله... بهذه الألوهية الساكنة في قلب كل إنسان وكل مؤمن وكافر وملحد وموحِّد... هذه هي طبيعة المخلوق والخالق... هذه هي رقصة العاشق والمعشوق... خلقتُ الخلقَ لأُعرف...
وإذا عرفتُ نفسي... عرفتُ الله وشاركتُ بالألوهية الأزلية إلى أبد الآبدين آمين...
نَعم يا إخوتي... الحكمة... تهمس وتقول...
إنها الحياة من قلب الأحياء...
إنها الحكمة من قلب الحكماء...
إنها الكلمة التي كانت قبل البدء وبعده...
قبل الزمان والمكان وقبل الإنسان والأكوان...
هذا هو الحكيم الذي يردِّد صدى صمته بكلمات لا أفهمها بل أشعر بها
وكأنه يقول لي: أعطني قلبك يا بني...
عودوا كالأطفال...
إن لم نعد كالأطفال لن ندخل ملكوت الحكمة...
الحكمة عليكم و عليكم الحكمة
من هذا الباب ندخل إلى لبّ الألباب...
من هذا الباب يسمو الفكر من التفكُّر إلى التذكر ونحيا مع أهل الذكر وأهل العطر...
في البدء نشعر بالحضرة الإلهية الحكيمة حيث يقول: أنا اللاشيء... أنا الناي وهو اللحن... أعطني الناي وغنّي فالغنى سرّ الوجود... الوجود أغنية الموجود... وما موجود إلاّ الله... إلاّ هذه الألوهية السارية والجارية في قلوب أهل الحق وأهل الحكمة... شكراً لك يا الله... شكراً لهذه المفاتيح التي أعطيتها لهذا الحكيم العليم الذي شارك بها أهل المشاركة وحرَّرتنا من العبودية إلى العبادة... من النفس اللَّوامة إلى النفس الشفَّافة... من الشَّخصية المقنّعة إلى الذات الكونية القانعة دون أي قناع...
حكمتك وسعت كل شيء وحررتنا من سجن الجهل والخوف...
ومعاً سنتعرَّف على هذا الكائن الحيّ الساكن في هذا الجسد من الأبد إلى الأبد...
لنقرأ الحكمة من قلب الحكيم ولنتحرَّر من الدناسة إلى القداسة...
ولنتقبَّل القبلة ولنحيا معاً الحكمة التي تقول... أينما توليتم فثم وجه الله....
لنجلس معاً في حضن أمنا الأرض ولنستمع إلى هذا الحكيم الحاضر في حضرة الموت والحياة...
ولتكن عيوننا ناضرة وإليه ناظرة...
إنه الحكيم العليم... والرحيم الحميم وما هو إلاّ صورة الله على الأرض...
وما الصورة إلاّ صدى الصوت الإلهي الساكن في سكينة كل ساكن...
معاً سنستمع وسنتذكر بأننا خليفة الله... وإخوة بالله... ومن روح الله...
وما الحكيم إلاّ مرآة كل مؤمن بنفسه والمؤمن مرآة المؤمن...
معاً سنتذكر الحكمة الإلهية الساكنة في قلب الإنسان...
وأيضاً في كل ساكن يحيا السكينة الإلهية الأبعد من أي جسد أو أي معبد...
ومنك المدد أيها الصمد...
يقول الله...
" ولقد آتينا لقمان الحكمة... "
ومن أنت أيها الإنسان؟؟
وأين أنتِ أيتها الحكمة؟
وتقول الألوهية...
" ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً... "
الرّفق رأس الحكمة...
أرفق بنفسك يرافقك الله...
بالأمس كان الرفق بالحيوان
اليوم لا بالحيوان ولا بالإنسان...
أين أنت أيها الرفيق؟ ترَفق بي!
أين أنتِ أيها الرفقة؟
لماذا أنا وحدي؟
أين هو الرِفق؟
هذا هو السؤال...
الرِفق في كل قلب يُحب
الرِفقة والرحمة والمحبة!!
ادخل إلى القلب وإلى لبّ القلب وسترى الجواب أيها الحبيب...
علِّمني يا الله أن أحيا بعدل... بحق...
وعلى نحو ملائم مع العالم!...
بعدل مع نفسك أيها السائل...
اعقل وأعدل وتوكّل ...
لا على الإنسان بل على الأنسنة الإلهية الساكنة في سكينة الساكن مع المكوّن...
كن مع الله ولا تخاف... كن مع الحق ولا تقلق...
تقول الحكمة:
كن هنا والآن ...
الآن أنت كائن مع المكوِّن...
كن فيكون...
تعلَّم تحويل السمّ إلى دسم...
شارك حسناتك...
كن اللاشيء... كن الفناء والموت بالألوهية...
إذ ماتت الموجة بالمحيط توحَّدت بالواحد الأحد...
من أين أتيتِ أيتها الحكمة...؟
إنني نتيجة التأمل...
إنني أبعد من حدود العلم والعقل...
المعرفة غير الحكمة...
الحكمة تنبع من لبّ الألباب...
من القلب العاشق للمعشوق الواحد الأحد...
الحكمة لأهل الصفاء حيث لا فكر ولا علم ولا معرفة بل الثقة
بالنفس وبالذات وبالروح...
ومن هنا لا يتكلم إلاّ الله ولا يكتب إلاّ الله...
هو الحكيم والعليم...
شعاع برق Admin
747 04/09/2009المزاج : كووووووووووول
موضوع: رد: الحكمة..ماهويتها؟؟؟ السبت مارس 20, 2010 3:39 pm
قالوا عن الحكمة: - هي وضع الشيء موضعه, وقالوا: أنها فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي.. وقالوا: إنها مثالية السلوك والقرار