أعلنت مكتبة ليون الوطنية عن
توقيع اتفاق بين المكتبة و محرك البحث العالمي Google
يقضي بسماح المكتبة لمحرك البحث بنسخ الكتب والوثائق القديمة و البالغ عددها 500
ألف بشكل مجاني مقابل حقها باستخدام الوثائق تجاريا خلال السنوات الخمسة والعشرين
المقبلة.
وأبدت الحكومة تخوفها من الخطوة
التي تخضع الثقافة والأدب الفرنسي لسيطرة Google
التجارية حيث وصف ما يقوم به محرك البحث بفرنسا بالخطوة الاستيطانية لتوقيع عقود
تجارية يستفيد منها وحده.
من جهته اعتبر مدير مكتبة ليون
رد الفعل الحكومي بالغامضة و التي تفتقد لاستخدام طرق جديدة للترويج للتراث
والثقافة بفرنسا وأوروبا."
و تسعى الحكومة الفرنسية للحفاظ
على إرثها الثقافي عبر تحويل الكتب الثمينة لنسخ إلكترونية وجمعها بقاعدة بيانات
تعرف باسم غاليكا ، حيث يرى المراقبون بضرورة الحاجة لمساعدة خارجية للتمكن من نسخ
الكم الهائل من الكتب، مما قد يدفعها للاستعانة بمحرك البحث Google
لحماية إرثها الأدبي من الاندثار حيث كشف وزير الثقافة
الفرنسي فريديريك ميتران عن إمكانية عقد شراكة بين الوزارة و محرك البحث
Google ضمن مشروع رقمنة الكتب بشرط تبادل الملفات دون أي حصرية
للعمل و احترام حقوق المؤلف..
و تسعى مكتبة ليون لنسخ 500 ألف
كتاب خلال السنوات العشر المقبلة.
و انطلق مشروع مكتبة Google عام 2004
سرعان ما تقرر تعليقه ، بعد رفع نقابة المؤلفين في أمريكا والجمعية الأمريكية
للناشرين دعوة قضائية بحق Google بتهمة "انتهاك واسع
النطاق لحقوق التأليف" ، مما ألزم Google عام 2008
بدفع 125 مليون دولار لإنشاء سجل لحقوق الكتاب، بما يمكن للمؤلفين والناشرين أن
يسجلوا أعمالهم للحصول على تعويضات من السجل .
ويهدف Google من المشروع "إتاحة
ملايين الكتب" للقراء وإعطاء الفرصة للمؤلفين لتجريب طرق جديدة لتوزيع الكتب عبر
نسخ ملايين الكتب عبر العالم ووضعها بمتناول متصفحي الإنترنت.
و سبق أن دشن الاتحاد الأوروبي أكبر مكتبة رقمية في العالم، تضم
وثائق تعود للسنوات الخمسين الماضية بما يقارب خمسين لغة وذلك على هامش معرض
فرانكفورت الدولي للكتاب ضمن مشروع بلغت تكلته 3،75 مليون دولار .
و يرى تحالف الكتاب المفتوح
والذي يضم منافسي أبرز منافسي Google ، وهم
Microsoft وYahoo و Amazon
بخطوة Google تساهم بالقضاء على
التنافس والإبداع، لصالح الاحتكار لتوزيع واستعمال اكبر تجمع للكتب الرقمية في
العالم، كما سيؤدي ذلك للسيطرة على محركات البحث والإعلان عليها ، حيث طالبت شركة
Amazon محكمة أمريكية رفض
صفقة Google بإنشاء مكتبتها الرقمية
و تمكنت Google
من "ترقيم" ما يقارب من سبعة ملايين كتاب منذ عام 2004 في
الولايات المتحدة، انتهت حقوق نشرها لتعيد لها الشركة الحياة من جديد عبر الإنترنت
بفضل المساعدات التي قدمها الناشرون الأمريكيون.